Powered By Blogger

mardi 18 août 2009

الجناح وبني حبيبي وبني معزوز الحكاية المفقودة

بني معزوز هي إحدى العشائر التي تفرعت من قبيلة بني حبيبي حوالي القرن الخامس عشر الميلادي، وقد انفصلت عن القبيلة الأم عندما غادر جدهم الأول الذي يُنسبون إليه المحيط العائلي إلى مكان غير بعيد، عند الحدود الجنوبية لقبيلة الجناح، و ذلك بعد أن نشب صراع بينه و بين اخوته. فاستقر في موطنه الجديد و تكاثر نسله و أصبحت العائلة عشيرة و ازداد أفرادها، لكن و بحكم العرق و الامتداد الترابي و المصلحة المشتركة أبقت عشيرة بني معزوز على صلتها الوطيدة بقبيلتها الأم بني حبيبي و عشائرها المختلفة إلى اليوم.
يقال أنه في النصف الثاني من القرن السادس عشر و بسبب بعض الصراعات الداخلية في عشيرة بني معزوز، قررت فرقة منها الرحيل بحثا عن مكان آخر لا نزاع عليه، و بالفعل غادرت هذه الفرقة الأرض قاطعة واد الكبير و متوجهة شرقا حتى حطت رحالها في ضواحي القل في سكيكدة، في المكان المسمى حاليا تلزة اولاد معزوز، حيث استقرت هناك، ثم مالبثت أن شبت نزاعات داخلية أخرى أدت إلى انقسامها إلى فرقتين تقاتلتا حتى انفصلتا، و لجأت إحداهما إلى قبيلة بني مهنة للإحتماء بها.

بني معزوز، إحدى عشائر قبيلة بني حبيبي
تقع أراضي عشيرة بني معزوز في الجزء الشمالي من سهل بني حبيبي على سفوح الجبال التي تعلوها قمة سدات. يبدأ إقليمها من المنحدر الشمالي لجبل حيان و ينتهي عند حدود قبيلتي الجناح و بني صالح شمالا. أما شرقا فتمتد أراضيها حتى تحاكي الضفة اليسرى للوادي الكبير. مساحة أراضيها حوالي 600 هكتار. أكثر من نصف هذه المساحة، أي حوالى 345 هكتار عبارة عن سهل فسيح ذو خصوبة عالية. و باقي المساحة عبارة عن مناطق جبلية، منها الغابية و منها ما يستعمل للزراعة العائلية المحدودة.
حاليا انحصر اسم بني معزوزعلى القرية الواقعة شمال بلدية الجمعة بني حبيبي و التابعة لها إداريا، أما أراضيها التاريخية فجزء كبير منها تابع في الوقت الحالي لبلدية سيدي عبد العزيز، أما الجزء الآخر فتابع لبلدية الجمعة بني حبيبي. بلغ عدد سكان بني معزوز حسب إحصاء 2008 حوالي 2250 نسمة.

بني معزوز، بلدية الجمعة بني حبيبي - جيجل
يمارس سكان بني معزوز في غالبيتهم نشاطات فلاحية، حيث أن من أهم منتوجاتهم الخضر بأنواعها كالطماطم و الفلفل و البطاطا و الذرة و الفراولة و كثير من الفواكه و زيت الزيتون إلى غير ذلك. كما أن تربية الماشية و الحيوانات بشكل عام لها مكانها في حياة السكان خاصة الأبقار و الأغنام و الدجاج إلى غير ذلك. من جهة أخرى تتوفر قرية بني معزوز على شبكة طرقات بلدية تربطها بالطريق الوطنية رقم 43 المارة على ترابها، و بمقر بلدية الجمعة بني حبيبي و المشاتي المجاورة، كما تتوفر على مدرسة و مستوصف و مسجد و معصرة زيتون و بعض المحلات الخاصة.
Mots-clefs : , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,



« Djemaa beni habibi – Un éden méditerranéen
ثورة 1871 في جيجل و الشمال القسنطيني – القصة الكاملة »


تعايش السكان مع شجرة الزيتون
الجمعة بني حبيبي منطقة ريفية تقع شرق ولاية جيجل على مقربة من سواحل البحر الابيض المتوسط، تبدأ أراضيها من الضفة الغربية للوادي الكبير بسهل فسيح (800 هكتار) و تأخذ في الارتفاع إلى القرب من جبل سدات (935 متر)، مناخها متوسطي معتدل حار جاف صيفا و رطب كثير الأمطار شتاءً.
تُعتبر الجمعة بني حبيبي فلاحيةً بالدرجة الأولى، و بحكم موقع المنطقة و مناخها المتوسطي المعتدل فإن أراضيها خاصة الجبلية منها مغطاة ببساط أخضر تنسجه أشجار الزيتون المنتشرة في كل مكان و المكسوة بأوراقها الخضراء طول أيام السنة.
معظم عائلات المنطقة تملك على الأقل بضع شجرات زيتون مما يسمح أن توفر لنفسها ما يكفيها من زيت الزيتون على الاقل للاستهلاك الذاتي، لكن الكثير منهم ينتجون كميات كبيرة من هذه المادة.
تعتبر الجمعة بني حبيبي من أهم منتجي زيت الزيتون، إذ يقدر انتاجها بحوالى 250000 لتر سنويا، معظمه عبارة عن انتاج عائلي بمعدل يقارب 100 لتر لكل عائلة. يعتمد سكان المنطقة لاستخلاص الزيت من ثمار الزيتون بالدرجة الأولى على المعاصر الآلية المتواجدة على مستوى البلدية، و هم ثلاث معاصر، لكن تفضل بعض العائلات الطريقة التقليدية لاعتقادهم أنها أجدى و أحسن للحصول على نوعية زيت ممتازة.
تبدأ عملية جني الزيتون في المنطقة ككل المناطق الأخرى في نهاية فصل الخريف و بداية فصل الشتاء، حيث يهب جميع أفراد العائلة من الوالدين إلى الأبناء كل بمقدرته إلى حقول الزيتون، و يقضون معظم ساعات النهار في هذه العملية التي لازالت تقليدية، مستعملين في ذلك قضبان خشبية تُضرب بها الأغصان للإسقاط الثمار، ثم يبدأ الجميع بالالتقاط و الجمع سواء مباشرة من الأرض أو باستعمال أفرشة بلاستيكية لتسهيل عملية الالتقاط. لكن أحيانا بعض الأشجار الكبيرة تتطلب تقليما لأغصانها لتجديد انتاجها في الأعوام القادمة، حيث يقوم الرجال بهذه العملية في معظم الأحيان مستعملين في ذلك المناشر و الفؤوس.
تدوم عملية جني الزيتون في الغالب أقل من شهر في معظم جهات المنطقة، و تُؤخذ الثمار بعدها إلى المعاصر في أكياس، حيث تنتظر العائلات بشغف دورها ليتم العصر و الحصول على المادة الذهبية المنتظرة.

Mots-clefs : , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,